لا يجوز لهاشم أن ينازل غلاما مهما كانت ظروف المنازلة.
ثم إذا نازله فلا يجوز أن يحكم عليه هذا الحكم القاسي وهو في مثل هذه السن، لا يجوز ذلك لأن هاشم من خلائق بره وعطفه وإحسانه ما يمنعه من ذلك.
هذا ما بدا لي وأنا أقلب وجوه الرأي من هذا الموضوع في صفحات من الطبري وابن الأثير وطبقات ابن سعد وشرح النهج والبلاذري فلا أكاد أنتهي من قراءتها ومناقشتها حتى أستقر وأكاد أستقر على اعتقاد إلصاق أمية بعبد شمس إلصاقا أو على الشك في نسبته هذه أقلا.
وإذا تجاوزنا هذا كله فإنا مستهدون بعض الواقع من أمر أمية على ضوء النصوص الصحيحة الصريحة.
يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لمعاوية في بعض كتبه إليه بعد الموازنة بين هاشم وأمية وبين حرب وعبد المطلب وبين نفر من آل هاشم ونفر من آل أمية، يقول أمير المؤمنين: وليس المهاجر كالطليق، ولا الصريح كاللصيق.