نظرة حول دروس في العقيدة الإسلامية - عبد الجواد الإبراهيمي - الصفحة ٨٣
لإمكانها التوجه والتبرير لتصرفات الحكومات الجائرة ومواقفها المنكرة وكذلك الذين لم يقدروا على التوفيق بين التوحيد الكامل ونفى الجبرية اتجهوا إلى الاعتقاد بالتفويض، وقالوا بخروج الأفعال الاختيارية للإنسان عن نطاق الفاعلية الإلهية.
ولكن أولئك الذين كانوا يملكون الاستعداد الكافي الذي يؤهلهم لإدراك هذه المعارف وفهمها وتعرفوا على المعلمين والمفسرين الحقيقيين للقرآن الكريم، وانتهلوا منهم فإنهم حفظوا من الإصابة بمثل هذه الأمراض والانحرافات واعتقدوا بأن فاعليتهم الاختيارية مستمدة من القدرة التي منحها الله تعالى لهم وأدركوا التأثير الاستقلالي الإلهي في مرتبة أعلى وأسمى.
توضيح الاختيار إن الإنسان يدرك القدرة على اتخاذ القرار والاختيار في ذاته وداخله بعلمه الحضوري الذي لا يخطئ ولا يشتبه. وإن التصميم على القيام بعمل تارة يتم لأجل إشباع الدوافع الغريزية والحيوانية وتارة أخرى يتم لأجل إرضاء الدوافع والاحتياجات العقلية إنما تظهر قيمة الإنسان حينما تتعارض وتتزاحم الرغبات المختلفة والإنسان من أجل الوصول إلى القرب والرضوان الإلهي يعرض عن الرغبات الحيوانية المنحطة الوضيعة بدون الاعتقاد بوجود الإرادة فلا يبقى مجال للوظيفة والتكليف والذم والمدح والعقاب والثواب.
(٨٣)
مفاتيح البحث: الكرم، الكرامة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»