نظرة حول دروس في العقيدة الإسلامية - عبد الجواد الإبراهيمي - الصفحة ٢٥٧
جهة إنه لا تصل إنسانيته لمرحلة الفعلية بدون الارتباط الشعوري والاختياري بالله تعالى ولو أن مثل هذا الإنسان قضى بسوء اختياره على مثل هذه الموهبة الرفيعة فقد فرض على نفسه أبشع أنواع الظلم وأعظمها و استحق بذلك العقاب الأبدي * (إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون) * (1) دور الباعث والنية أن القيمة الحقيقية للأفعال الاختيارية للإنسان مرتبطة بمدى تأثيرها في القرب من الله تعالى تأثير الأفعال التي تتصف بالحسن والصحة في السعادة الأبدية لفاعلها نفسه متوقف على تأثيرها في تكامل روحه فحسب فقيمة الفعل الإرادي خاضعة لنية الفاعل وباعثه ولا تأثير للحسن الفعلي بدون الحسن الفاعلي في تكامل الروح والسعادة الأبدية و لهذا السبب فان تلك الأعمال التي تصدر لبواعث مادية ودنيوية لا تأثير لها في السعادة الأبدية أكر القرآن الكريم أن تأثير الأعمال الصالحة في السعادة الأبدية مشروط بالإيمان وقصد التقرب (إرادة وجه الله وابتغاء مرضاته) (2) والحاصل:
أولا إن عمل الخير لا يتحدد بخدمة الآخرين وثانيا إن خدمة الآخرين هي بدورها كالعبادات الفردية إنما تؤثر

1 - الأنفال / 55 2 - أنظر النساء / 124 النحل / 97 الاسراء / 19 طه / 112 الأنبياء / 94 غافر / 40 و...
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»