أن المراد من " العمى " في هذه الآية ليس العمى الظاهري بل المراد عمى القلب والبصيرة كما ذكر ذلك في آية أخرى:
* (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) * (1) وفى موضع آخر يقول:
* (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) * (2) النعم الدنيوية لا توجب الشقاء الأخروي فقد اعتقد بعض الناس بأن هناك علاقة عكسية بين النعم الدنيوية ونعم الآخرة وإنما يحصل على السعادة الأخروية من كان محروما من نعم الدنيا.
بينما لا يوجد بين التوفر على النعم الدنيوية والاستفادة من النعم الأخروية علاقة طردية ايجابية ولا عكسية سلبية بل إن النعم الدنيوية و كذلك الابتلاءات الدنيوية قد قسمت ووزعت بين الناس على أساس التدبير الإلهي الحكيم وقد جعلها كلها وسائل لاختيار الناس و امتحانهم (3)