التمييز بين النعمة والعذاب في الآخرة ان الجميع يعيشون الملذات والأفراح والاستقرار وكذلك يعيشون الأحزان والهموم والمخاوف وان الملذات مشوبة بالهموم في هذا العالم وأما العالم الآخر فينقسم إلى قسمين وكل منهما متميز ومنفصل عن الآخر في أحدهما لا يوجد فيه عين ولا أثر للعذاب والتعب والخوف والهموم وليس في القسم الآخر إلا النار والألم والحسرة والهم.
أصالة الآخرة ان الحياة الدنيوية مقدمة للآخرة ووسيلة لاكتساب السعادة الأبدية وان الحياة الأخروية هي الحياة النهائية والأصلية وتتمثل قيمة النعم المادية والمعنوية الحقيقية بما يتزود منها الإنسان لحياته الأبدية (1) فمن تناسى الحياة الأخروية وشد نظره بملذات الدنيا وضع الوسيلة موضع الهدف وتصور لها قيمة موهومة.
إن جميع ما ذكر من ذم الدنيا إنما يرتبط بنوع رؤية المنشدين إلى الدنيا والمتعلقين بها واتجاههم.
نتيجة ايثار الحياة الدنيوية واختيارها مع ملاحظة مميزات عالم الآخرة إن إيثار الحياة الدنيوية لا يعقبه إلا الحسرة والندم ولا يؤدي فحسب إلى الحرمان من السعادة الأبدية بل