نظرة حول دروس في العقيدة الإسلامية - عبد الجواد الإبراهيمي - الصفحة ١٩٧
طبيعي هو أمر بسيط (= غير مركب) وغير محسوس يسمى " الطبيعة " أو " الصورة " لا يتبدل خلال تبدلات المادة وتغيراتها ويعبر عن هذا العامل بالنفس في خصوص الكائنات الحية.
والفلاسفة القدامى كانوا يعتبرون النفس النباتية والحيوانية " مادية " و أما النفس الإنسانية فهي " مجردة " ولكن هناك الكثير من حكماء الإسلام أمثال صدر المتألهين الشيرازي ذهبوا إلى أن النفس الحيوانية تحتوي على مرتبة من التجرد أيضا واعتبروا الشعور والإرادة من لوازم وعلامات الموجود المجرد ولكن الماديين أنكروا الروح المجرة والماديون الجدد (أمثال أصحاب الفلسفة الوضعية) أنكروا كل شئ غير محسوس و بطبيعة الحال فإنهم لا يملكون علاجا صحيحا لملاك الوحدة في الكائنات الحية إن الحياة النباتية مرهونة بوجود الصورة والنفس النباتية الخاصة في المواد المستعدة وحين يزول الاستعداد عن هذه المواد تنعدم الصورة أو النفس النباتية أيضا وأما في مجال الحيوان والإنسان فبما ان نفس كل منهما مجردة فيمكن أن تبقى هذه النفس بعد أن يتلاشى البدن ويضمحل وحين تتعلق من جديد بالبدن، يحتفظ الشخص بوحدته كما هو الحال قبل الموت.
ومن هنا يمكن أن نتصور للحياة بعد الموت صورة صحيحة و مقبولة فيما لو اعترفنا بوجود الروح أولا واعتبرنا الروح أمرا جوهريا ثانيا و اعتقدنا بان الروح قابلة للاستقلال وللبقاء إذا تلاشى البدن ثالثا.
موقع الروح في كيان الإنسان إن تركيب الإنسان من الروح والبدن ليس مثل تركيب الماء من
(١٩٧)
مفاتيح البحث: الموت (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»