نظرة حول دروس في العقيدة الإسلامية - عبد الجواد الإبراهيمي - الصفحة ١٧١
عقائدي لا كحكم فقهي فرعي.
ضرورة وجود الإمام قلنا إنه قد اقتضت الحكمة الإلهية بعثة الأنبياء لهداية الخلق والقيام بتنفيذ الأحكام الاجتماعية الدينية ووضحنا أيضا أن الدين الإسلامي دين عالمي وخالد وإنما يتوافق ختم النبوة مع الحكمة من بعثة الأنبياء فيما لو كانت الشريعة السماوية الأخيرة مستجيبة لجميع الاحتياجات البشرية.
فقد تعهد الله تعالى بحفظ هذا الكتاب العزيز عن كل تغيير وتحريف ووضع مهمة بيان تفاصيل الأحكام على عاتق النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن خلال العلم الذي وهبه الله تعالى له تثبت حجية سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم واعتبارها كمصدر من المصادر الأصلية لمعرفة الإسلام.
ومع ذلك كله ان الظروف الصعبة التي عاشها النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم تسمح له ببيان جميع الأحكام والتشريعات الإسلامية للناس كافة وحتى ما تعلمه الأصحاب لم يضمن الحفاظ عليه فقد اختلف في طريقة وضوئه صلى الله عليه وآله وسلم بالرغم من أنها كانت بمرأى من الجميع سنوات طويلة ثم إنه كيف لم تختلف تلك الأحكام والتشريعات التي تصطدم وأهواء بعض الأفراد وأطماع بعض الجماعات ومصالحهم؟!
ومن خلال هذه الملاحظات يتضح أن الدين الإسلامي إنما يمكن طرحه كدين كامل وشامل يستجيب لكل الاحتياجات ولجميع البشر حتى نهاية العالم فيما لو افترض وجود طريق لتوفير المصالح الضرورية للأمة في داخل الدين نفسه تلك المصالح التي يمكن أن تتعرض للتهديد والتدمير مع وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولا يتمثل هذا الطريق إلا في تعيين الخليفة
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»