نظرة حول دروس في العقيدة الإسلامية - عبد الجواد الإبراهيمي - الصفحة ١٦٧
الإمامة إن تاريخ حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمين يشهد بأن إدارة شؤون الناس و قضاياهم الدينية والدنيوية تتم على يد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان المسلمين يرون أنفسهم مكلفين بإطاعة تعاليم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأوامره لأن الله تعالى - إضافة لمنصب النبوة والرسالة ومنصب تعليم الأحكام وتبيينها أعطاه منصبا إلهيا آخر هو قيادة الأمد الإسلامية والولاية عليها وتتفرع منها مناصب أخرى كالقضاء والقيادة العسكرية وغيرهما.
ومن البديهي أن الدين الذي يدعي قيادة البشرية كلها حتى نهاية العالم لا يمكنه أن يفتقد مثل هذه المهام والمناصب السياسية والحكومية.
ولكن الحديث هو هل تتوقف مشروعية تولي هذا المنصب على إحراز التعيين الإلهي فيه؟ أم أن هذا التعيين من قبل الله مختص بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأما بعده فعلى الناس انتخاب الإمام وتعيينه واليا وقائدا عليهم؟
وهذه هي النقطة الرئيسية في الخلاف بين الشيعة وأهل السنة فالشيعة تعتقد بأن الإمامة منصب إلهي لا بد وأن ينصب فيه الأفراد الصالحون لذلك من قبل الله تعالى وقد قام الله تعالى بهذا التعيين بوساطة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم حيث عين أمير المؤمنين عليا عليه السلام خليفة له من بعده مباشرة وعين
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»