نظرة حول دروس في العقيدة الإسلامية - عبد الجواد الإبراهيمي - الصفحة ١١٩
التعليم والهداية - مهمة التربية والقيادة والتوجيه تلك التربية الشاملة التي تشمل حتى أكثر الناس استعدادا وأسماهم درجة ولا يستحق مثل هذا المقام الاصلاحي الرفيع إلا أولئك الذين بلغوا أسمى درجات الكمال الإنساني ويمتلكون أكثر الملكات النفسية كمالا وهي ملكة العصمة.
أضف إلى ذلك أن دور سلوك المربي وأفعاله ربما أكثر تأثيرا من أقوال في تربية الآخرين وإصلاحهم.
الأدلة النقلية على عصمة الأنبياء يقول القرآن الكريم في الآيتين 82 و 83 من سورة ص:
* (قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين) * ولا شك في أن السبب في يأس الشيطان من إغوائهم إنما هو ما يملكونه من تنزيه وصيانة من الضلال والآثام إذن فعنوان " المخلص " مساو ل‍ " المعصوم ".
2 - لقد فرض القرآن الكريم على البشر إطاعة الأنبياء بصورة مطلقة حيث يقول: * (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله) *. (1) وإنما تصح اطاعتهم المطلقة فيما لو كانوا معصومين وإلا فإن الأمر بالإطاعة المطلقة لله تعالى والأمر بالطاعة المطلقة لمن هم معرضون للخطأ والانحراف سيكونان على طرفي نقيض.
3 - لقد خصص القرآن الكريم المناصب الإلهية لأولئك الذين لم يتلوثوا ب‍ " الظلم " يقول تعالى في جوابه لإبراهيم عليه السلام الذي طلب
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»