مناظرات الإمام الصادق (ع) - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ١٤٠
قال: إن صاحبي كان مخلطا، يقول طورا بالقدر، وطورا بالجبر، فما أعلمه اعتقد مذهبا دام عليه.
فقدم مكة متمردا وإنكارا على من يحجه، وكانت العلماء تكره مجالسته لخبث لسانه وفساد ضميره، فأتى أبا عبد الله فجلس إليه في جماعة من نظرائه، فقال:
يا أبا عبد الله، إن المجالس بالأمانات ولا بد لكل من به سعال أن يسعل، أفتأذن لي بالكلام؟
فقال: تكلم.
فقال: إلى كم تدوسون هذا البيدر، وتلوذون بهذا الحجر، وتعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب والمدر، وتهرولون حوله كهرولة البعير إذا نفر، إن من فكر في هذا وقدر علم أن هذا فعل أسسه غير حكيم ولا ذي نظر، فقل فإنك رأس هذا الأمر وسنامه، وأبوك أسه ونظامه.
فقال الإمام: إن من أضله الله وأعمى قلبه واستوخم العواقب ولم يستعذبه، وصار الشيطان وليه، يورده مناهل الهلكة ثم لا يصدره، وهذا بيت استعبد الله به عباده، ليختبر طاعتهم في إتيانه، فحثهم على تعظيمه
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»