مناظرات الإمام الصادق (ع) - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ١٢٩
لموقفه، والواثق بحجته، ووضوح الرؤيا في مسلكه، وبروح المسؤولية الرسالية التي اعتمدت الكلمة الهادئة الهادفة والبيان، المؤمن في قضيته، الوديع في نقاشه، دون أن يفسح المجال للإثارة أن تمتلك عليه مواقفه، لتحقق للخصم الانتصار نفسيا عليه ليكون منفذا للتحدي، ودعما لمواقف الخصم المعادي للإيمان.
وقد أمسك الإمام بهذا الأسلوب الرسالي زمام المبادرة، وأوقف الخصم عند حده، وألزم الزنادقة الرهبة والتقدير والاحترام في نفوسهم.
ويستوقفنا مشهد الحوار الطريف الذي جرى بين قطبين من أقطاب الزندقة، هما ابن المقفع وزميله ابن أبي العوجاء، والذي يدلل بصراحة على مدى الشعور بالخطر لدى هؤلاء وأمثالهم من منازلة الإمام الصادق في أي مجال من مجالات الجدل والحوار.
فقد اجتمع بعض الزنادقة في حلقة في المسجد الحرام وفيهم ابن المقفع وابن أبي العوجاء، فقال ابن المقفع: ترون هذا الخلق - وأومأ بيده إلى موضع الطواف -، ما منهم أحد أوجب له اسم الإنسانية إلا ذلك
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»