مناظرات الإمام الصادق (ع) - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ١٣٨
بوجوده بعد عدم دخوله في الحدث، وفي كونه في الأزل دخوله في العدم، ولن تجتمع صفة الأزل والعدم والحدوث والقدم في شئ واحد.
ولكن ابن أبي العوجاء لا يريد التخلي عن جدليته، لأن الفشل والانهزام منوط بالتخلي عن ذلك.
والواقع أن انتقال ابن أبي العوجاء في حديثه من الواقع إلى الافتراض، هو تسليم منه بثبوت الحدوث للأجسام مما هو ثابت وواقع، واعترافه بالعجز عن إثبات خلافه، وقد شعر بالهزيمة تهز كيانه وموقفه، وبالخلط والحيرة يلفان تصوراته، ويمزقان نفسه كلما اتسع الحوار بينه وبين الإمام، فانقطع عن مواجهة الإمام حتى التقى به في الحرم الشريف فقيل للإمام إنه أسلم، فقال: هو أعمى من ذلك ولا يسلم، لما عرف من عناده للحق وإصراره على الكفر والضلال، ورغم هذا فقد بادره الإمام متسائلا بغرابة: ما جاء بك إلى هذا الموضع؟ فقال: عادة الجسد وسنة البلد، ولننظر ما الناس فيه من الجنون والحلق ورمي الحجارة.
فقال له الإمام: أنت بعد على عتوك وضلالك؟
(١٣٨)
مفاتيح البحث: الوسعة (1)، الحلق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»