فذهب يتكلم فقال له الإمام: لا جدال في الحج، ونفض ردائه، وقال: إن يكن الأمر كما تقول، وليس كما تقول، فقد نجونا ونجوت، وإن كان الأمر كما نقول، وهو كما نقول، فقد نجونا وهلكت.
وكأن الإمام أراد بذلك أن ينهي حواره معه، بعد أن دلل هذا على لجاجته في العناد وإغراقه في المكابرة، وانتهاء الإمام في حواره بما ابتدأ به سابقا.
وقبل ذلك حاول ابن أبي العوجاء إثارة هدوء الإمام بتحدياته، ولم يكن على ما يبدو قد التقى به قبل ذلك.
فقد حدث عيسى بن يونس (1) قائلا:
كان ابن أبي العوجاء من تلامذة الحسن البصري، فانحرف عن التوحيد، فقيل له: تركت مذهب صاحبك ودخلت فيما لا أصل له ولا حقيقة.