زبرجها، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز.
(قالوا): وقام إليه رجل من أهل السواد عند بلوغه إلى هذا الموضع من خطبته فناوله كتابا فأقبل ينظر فيه.
قال له ابن عباس رضي الله عنهما: يا أمير المؤمنين، لو اطردت خطبتك من حيث أفضيت.
فقال: هيهات يا ابن عباس، تلك شقشقة هدرت ثم قرت.
قال ابن عباس: فوالله ما أسفت على كلام قط كأسفي على هذا الكلام أن لا يكون أمير المؤمنين (عليه السلام) بلغ منه حيث أراد.
وإليك عزيزي القارئ مناظرات ابن عباس مع عمر ابن الخطاب حول الولاية، في الفصل الثالث.