على مخالفيها وكان في الوسائل السليمة ما يضمن لها أن تنتشر أكثر مما وصلت إليه بالقوة لأن استوائها القوة ألجأ مخالفيها إلى استعمال القوة مثلها وإلى المغالاة في تشويهها وصرف الناس عنها. المجددون في الإسلام ص 44 ط مصر 77 - الأستاذ العلامة الكبير الشيخ محمد زكي إبراهيم قال: موقفنا من التسلف والتمسلف والتصوف الشرعي هو التسلف الإسلامي، والتسلف الإسلامي هو التصوف الشرعي، لا فرق في الأصل بينهما أبدا، فكلاهما دعوة أخلاق وربانية ومجاهدة أساسها القرآن، وما صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والذي يراجع أسناد رجال الحديث الشريف لا يوشك أن يجد فيهم واحدا إلا وهو وصول السند بالسادة الصوفية، والمحدثون هم أركان السلفية، والخلاف المصنوع الذي حدث بين الصوفية والسلفية، إنما كان أصله قديما، العبث السياسي، وإقحام الدين في خدمة الملك والحكم، ثم أخذ هذا العبث لونه الديني المزيف، مع التطور الزمني باسم التجديد الديني، والتوحيد الجديد، وكان بعض الانحراف قد دب فعلا في المجال الصوفي فأمكن منه المتمسلفة، ونحن حين ننقي التصوف من مستغلفه ومدسوسة، وننقي التسلف من اندفاعه ومجازفته وتهوره وتوقحه، إذا نقيناهما هكذا، فلن تجد بينهما خلافا أبدا، غير أننا نفرق بين التسلف والتمسلف، وقد قررنا أنه لا فرق في الأصل بين التسلف والتصوف، فكل صوفي سلفي أصلا. وقد لا يكون العكس.
أما التمسلف فهو التهور والتوقح التي ينقل أحكام الحرام والحلال إلى أحكام الإيمان والشرك، والذي يحكم مجازفة على كافة أهل القبلة بالخروج على الإسلام، ولا يبقى أديما سليما لمسلم، سابق أو لاحق، ثم هو يعمى عن الخير، ولا يتتبع إلا المناقص والعيوب، سواء في ذلك تاريخ