مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٧٩
" فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض. وتأسف في قلبه.
فقال الرب أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته. الإنسان مع بهائم ونباتات وطيور السماء. لأني حزنت أني عملتهم ".
ونكتفي بتسجيل بعض الملاحظات:
(1) زعمت توراتهم أن الله تعالى نهى آدم وحواء عن معرفة الحسن والقبيح، مع أن الله تعالى خلق الإنسان ووهبه العقل ليعرف به الحسن والقبيح، والخير والشر، فكيف يعقل أن ينهى عن معرفتهما!
وأما هداية القرآن فهي: {قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب} (1)، {إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون} (2).
والآيات القرآنية في الترغيب في العلم والمعرفة والتعقل والتفكر والتدبر أكثر من أن تذكر في هذا المختصر.
وخلق الله الإنسان للاستباق إلى الخيرات وأمره بها، وللاجتناب عن الشرور ونهاه عنها، والغرض من هذا التكوين والتشريع لا يتحقق إلا بمعرفة الخير والشر، والأمر بذي المقدمة والنهي عن المقدمة مع انتهائهما إلى اجتماع النقيضين كيف يصدر عن سفيه فضلا عن الحكيم على الإطلاق؟!
(2)

(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»