مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٤٥١
وقد قرنه الجليل باسمه، وشركه في عطائه، وأوجب لمن أطاعه جزاء طاعته إذ يقول: {وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله} (1) وقال يحكي قول من ترك طاعته وهو يعذبه بين أطباق نيرانها وسرابيل قطرانها: {يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا} (2) أم كيف يوصف بكنهه من قرن الجليل طاعتهم بطاعة رسوله حيث قال: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} (3) وقال: {ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم} (4) وقال: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} (5)، وقال: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} (6). (7) والرواية مفصلة، تنفتح منها أبواب من الحكمة والمعرفة، ذكرنا بعضها، ولا مجال للتعمق فيها، لكن ما لا يدرك كله لا يترك كله.
قوله (عليه السلام): " من اتقى يتقى " فإن من علم وآمن بأن كل شئ كائن بإرادة الله ومقهور لقدرته، وتلا هاتين الآيتين حق تلاوتهما: {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} (8) {وهو القاهر فوق عباده} (9) لا يخاف ولا يخشى إلا من الله {فلا تخافوهم وخافوني إن كنتم

(٤٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 ... » »»