مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٤٤٧
الحمار فجهدت أن يزول فلم يزل، فقلت للغلام: سل لمن هذه الدار؟
فقيل: هذه دار [علي بن محمد] ابن الرضا! فقلت: الله أكبر دلالة والله مقنعة.
قال: وإذا خادم أسود قد خرج [من الدار] فقال: أنت يوسف بن يعقوب؟
قلت: نعم. قال: انزل. فنزلت فأقعدني في الدهليز ودخل، فقلت في نفسي:
وهذه دلالة أخرى من أين عرف هذا الخادم اسمي [واسم أبي]، وليس في هذا البلد من يعرفني، ولا دخلته قط؟!
قال: فخرج الخادم فقال: المائة الدينار التي في كمك في الكاغدة هاتها!؟
فناولته إياها، فقلت: وهذه ثالثة، ثم رجع إلي، فقال: ادخل.
فدخلت إليه وهو في مجلسه وحده فقال: يا يوسف أما آن لك أن تسلم؟
فقلت: يا مولاي قد بان [لي من البرهان] ما فيه كفاية لمن اكتفى.
فقال: هيهات أما إنك لا تسلم، ولكن سيسلم ولدك فلان، وهو من شيعتنا.
[فقال:] يا يوسف إن أقواما يزعمون أن ولايتنا لا تنفع أمثالك، كذبوا والله إنها لتنفع أمثالك، امض فيما وافيت له، فإنك سترى ما تحب [وسيولد لك ولد مبارك].
قال: فمضيت إلى باب المتوكل فقلت كل ما أردت فانصرفت.
قال هبة الله: فلقيت ابنه بعد [موت أبيه] وهو مسلم حسن التشيع، فأخبرني أن أباه مات على النصرانية، وأنه أسلم بعد موت والده. وكان يقول: أنا بشارة مولاي (عليه السلام) (1).
5 - عن زرافة [زرارة] قال: أراد المتوكل أن يمشي علي بن محمد بن الرضا (عليهم السلام) يوم السلام، فقال له وزيره: إن في هذا شناعة عليك وسوء مقالة فلا تفعل. قال: لابد من هذا.

(٤٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 ... » »»