مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٣٩٣
مستقيما لا يميل إلى الإفراط والتفريط، فتستمد منه العقول، ويكون مستشارا بين الأقران.
فلو عمل بهذه الكلمة أفراد المجتمع من أدناهم إلى أعلاهم، لتحقق فيه الاطمئنان النفسي والثقة التي يقوم بها المجتمع.
فكيف إذا كان مع ذلك تاليا للكتاب الذي يهدي للتي هي أقوم، وناشرا للإسلام الذي هو تسليم المسلم لله، وسلامة المسلمين من يده ولسانه، وآمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، عالما بما يأمر وما ينهى، وعادلا فيما يأمر وينهى، ورفيقا بمن يأمر وينهى، وعاملا بما يأمر به وتاركا لما ينهى عنه، ثم اتعظ بسائر المواعظ التي تضمن المحافظة عليها سلامة الحياة ومحمدة الممات.
وقال (عليه السلام): إذا بلغك عن أخيك شئ يسوؤك فلا تغتم به، فإنه إن كان كما يقول كانت عقوبة عجلت، وإن كان على غير ما يقول كانت حسنة لم تعملها (1).
وقال (عليه السلام): وإن خير العباد من يجتمع فيه خمس خصال: إذا أحسن استبشر، وإذا أساء استغفر، وإذا أعطي شكر، وإذا ابتلى صبر، وإذا ظلم غفر (2).
كراماته (عليه السلام) ومن كراماته (عليه السلام) ما في الصحيح عن جعفر بن محمد بن الأشعث قال: وقال لي: أتدري ما كان سبب دخولنا في هذا الأمر ومعرفتنا به؟ وما كان عندنا منه ذكر ولا معرفة شئ مما عند الناس؟ قال: قلت له: وما ذاك؟ قال: إن أبا جعفر - يعني أبا الدوانيق - قال لأبي، محمد بن الأشعث: يا محمد ابغ لي رجلا له عقل يؤدي

(٣٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 ... » »»