والتشريع في العبادات والمعاملات وعامة الأحكام، وروي عنه من الحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن الذي ظهر منه في الاحتجاجات ما ملئت منه الأصول والمصنفات والكتب الباقية، مع كثرة ما ضاع من آثاره وأخباره بسبب الخوف وحوادث الزمان، وإن ما ظهر منه (عليه السلام) في السنين القليلة من أيام إمامته، مع شدة مراقبة طاغية عصره عليه وعلى أصحابه شاهد على مبلغ حرمان البشر من كمالات الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام)، فلو ثنيت لهم الوسادة وجلسوا في مجلس الرسول (صلى الله عليه وآله) وفسروا الكتاب الذي فيه تبيان كل شئ، وفتحوا باب مدينة العلم والحكمة، وأقاموا الناس بالقسط بما أنزل الله من الكتاب والميزان، لظهر ما أراد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من قوله: لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما (1)، ولتبين ما في قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق (2).
(٣٩٦)