مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٣٨١
وأما الصاد فدليل على أنه عز وجل صادق وقوله صدق وكلامه صدق، ودعا عباده إلى اتباع الصدق بالصدق، ووعد بالصدق دار الصدق.
وأما الميم فدليل على ملكه، وأنه الملك الحق لم يزل ولا يزال ولا يزول ملكه.
وأما الدال فدليل على دوام ملكه وأنه عز وجل دائم تعالى عن الكون والزوال، بل هو الله عز وجل مكون الكائنات الذي كان بتكوينه كل كائن.
ثم قال: لو وجدت لعلمي الذي أتاني الله حملة لنشرت التوحيد والإسلام والدين والشرايع من الصمد (1).
وعن داود بن القاسم الجعفري، قلت لأبي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك ما الصمد؟ قال: السيد المصمود إليه في القليل والكثير (2).
وقال: حدثني أبي زين العابدين عن أبيه الحسين بن علي (عليهم السلام) أنه قال: الصمد الذي لا جوف له، والصمد الذي به انتهى سؤدده، والصمد الذي لا يأكل ولا يشرب، والصمد الذي لا ينام، والصمد الذي لم يزل ولا يزال (3).
وكما يستخرج (عليه السلام) جواهر العرفان من الكلمات وحروف القرآن، كان يرشد الإنسان إلى ما يحتاج إليه في المعاش والمعاد.
حكمه ومواعظه (عليه السلام) ونقتصر على قليل من كثير من حكمه ومواعظه:
تعلموا العلم، فإن تعلمه حسنة، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعلمه

(١) معاني الأخبار ص ٧ باب معنى الصمد، التوحيد للصدوق ص ٩٢.
(٢) معاني الأخبار ص ٦.
(٣) معاني الأخبار ص ٧.
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»