مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٣١
{قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجينا من هذه لنكونن من الشاكرين} (1)، {و إذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعوا إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله} (2)، {هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة و فرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين} (3).
قال رجل للإمام الصادق (عليه السلام): يا بن رسول الله دلني على الله ما هو؟ فلقد أكثر علي المجادلون وحيروني!
فقال له: يا عبد الله، هل ركبت سفينة قط؟
قال: نعم.
قال: فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك، ولا سباحة تغنيك؟
قال: نعم.
قال: فهل تعلق قلبك هنالك أن شيئا من الأشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك؟
قال: نعم.
قال الصادق (عليه السلام): فذلك الشئ هو الله القادر على الإنجاء حيث لا منجي، وعلى الإغاثة حيث لا مغيث) (4).
وهذه المعرفة والارتباط الفطري بالله، يمكن أن يصل إليها الإنسان في غير

(١) سورة الأنعام: ٦٣.
(٢) سورة الزمر: ٨.
(٣) سورة يونس: ٢٢.
(٤) التوحيد ص ٢٣١ باب ٣١ ح ٥، معاني الأخبار للصدوق ص 4 باب معنى الله ح 2.
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 36 39 ... » »»