مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ٤٣٧
هو أكمل المصاديق، وليس هذا بعيدا عن طبيعة القرآن، بل بما أن القرآن كتاب الأجيال والقرون، يقتضي صحة ذلك الجري والتطبيق، فإن القرآن كما عرفه الإمام أبو جعفر محمد الباقر عليه السلام: "... حي لا يموت والآية حية لا تموت، فلو كانت الآية إذا نزلت في الأقوام وماتوا، ماتت الآية ومات القرآن.
فالآية جارية في الباقين كما جرت في الماضين ". (1) ولأجل إيقاف القارئ على الفرق بين التفسير والتطبيق نأتي ببعض ما ورد في كتب أهل السنة حول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.
قال سبحانه: * (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) *. (2) قال جلال الدين السيوطي في الدر المنثور: أخرج ابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة والديلمي وابن عساكر وابن النجار، قال: لما نزلت * (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) * وضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده على صدره فقال: أنا المنذر وأومأ بيده إلى منكب علي - رضي الله عنه - فقال: " أنت الهادي يا علي، بك يهتدي المهتدون من بعدي ".
وقال: وأخرج ابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه - سمعت رسول الله يقول: * (إنما أنت منذر) * ووضع يده على صدر نفسه، ثم وضعها على صدر علي ويقول: * (ولكل قوم هاد) *. (3) ولا يشك أحد أن عليا من المصاديق الجلية الكاملة لقوله: * (ولكل قوم هاد) *، وليس مصداقا منحصرا فيه، وكان تفسير النبي الآية بعلي من باب الجري

(١) مرآة الأنوار (أبو الحسن الفتوني): ٢ - (٢) الرعد: ٧ - (٣) الدر المنثور: ٤ / 45، وقد أورد نصوصا أخرى في ذلك المجال تركناها للاختصار.
(٤٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 ... » »»