مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ٤٣٩
وأما الثالث: فمن رجع إلى كتب المحققين من الشيعة الذين يعبأ بقولهم ورأيهم، ويعد كلامهم مثالا لعقيدة الشيعة يقف على أن رمي الشيعة وتفاسيرها بالتحريف بهتان عظيم، وأن من نسب التحريف إلى الشيعة إنما استند إلى وجود روايات في تفاسيرهم الروائية مشعرة بالتحريف أو دالة عليها، ولكن الرواية غير العقيدة، وليس نقل الرواية دليلا على صحتها، ولو كان ذلك دليلا على التحريف فهناك روايات دالة على التحريف مبثوثة في كتب التفسير والحديث والتاريخ والسنة، ولكنا نجل المحققين منهم عن القول بذلك، فروايات التحريف تدين بها الحشوية من العامة وبعض الغلاة من الخاصة، والشيعة وأئمتهم وعلماؤهم براء منهم ومن مقالتهم.
ولأجل إيقاف القارئ على صحة هذا المقال نأتي بأسماء مجموعة من محققي الشيعة عبر القرون صرحوا بصيانة القرآن الحكيم من التحريف:
1 - أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين، المعروف بالصدوق (المتوفى 381 ه‍)، يقول: اعتقادنا في القرآن أنه كلام الله ووحيه وتنزيله وقوله، وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم عليم، وأنه القصص الحق، وأنه لحق فصل وما هو بالهزل، وأن الله تبارك وتعالى محدثه ومنزله وربه وحافظه والمتكلم به ". (1) 2 - السيد المرتضى علي بن الحسين الموسوي العلوي (المتوفى 436 ه‍) قال: إن جماعة من الصحابة مثل عبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي عدة ختمات وكل ذلك يدل بأدنى تأمل على أنه كان مجموعا مرتبا غير مبتور ولا مبثوث. (2)

(1) الاعتقادات: 93.
(2) مجمع البيان: 1 / 10 نقلا عن جواب المسائل الطرابلسيات للسيد.
(٤٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 ... » »»