مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ٢٨
3 - لا شك أن الربا من أعظم الجرائم وأكبرها، كيف وقد وصف المرابي بالمحارب، وقال: * (فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله) * (1) ومع ذلك فإذا تاب المرابي من عمله فقد احترم ماله الذي اقترضه، فعلى المقترض رد رأس ماله فقط، قال: * (وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون) *.
وفي الحقيقة هذه الفقرة أي * (لا تظلمون ولا تظلمون) * شعار كل مسلم في عامة المجالات وهو لا يظلم ولا يتحمل الظلم.
4 - حث الناس على الإقراض وجعل أجره عشرة، قال سبحانه: * (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) * (2) وهو عام يعم كل حسنة ومنها الإقراض، ومع ذلك كله فإذا عجز المقترض عن أداء قرضه وصار ذا عسرة أمر المقرض بالصبر حتى يستطيع المقترض من دفع دينه، قال سبحانه: * (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة و أن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون) *. (3) 5 - يأمر سبحانه المقرض والمقترض أن يكتبا سندا للدين، وفي الوقت نفسه يأمر الكاتب أن يكتب بالعدل من دون تحيز إلى واحد من الطرفين، يقول سبحانه: * (يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل) *. (4) 6 - يأمر سبحانه من عليه الحق أن يملي كما هو عليه، من دون نقيصة ولا زيادة، يقول سبحانه: * (وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا) *. (5)

(٢٨)
مفاتيح البحث: الظلم (1)، الربا (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»