مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ٢٤
مظاهر عدله في عالم الخلقة.
* 2 - الجبال وحركاتها وليس رفع السماوات وإبداعها وتنظيم حركاتها هو الوحيد في كونه مظهرا لعدله سبحانه في التكوين، بل إبداع الجبال وإيجادها مظهر آخر من مظاهر التوازن والتعادل في الخلقة.
يقول سبحانه: * (وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم) *. (1) وقال سبحانه: * (والجبال أوتادا) *. (2) إن الرواسي التي استخدمها القرآن جمع " راسية "، والمراد منها الأنجر التي هي مرساة السفينة، فللجبال دور المرساة، فكما أنها تحول دون اضطراب السفينة وتقاذفها من قبل أمواج البحر العاتية، فهكذا الجبال لها دور في تنظيم حركة الأرض.
وإلى هذا الحقيقة يشير الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في بعض خطبه، ويقول: " وتد بالصخور ميدان أرضه ". (3) وقال عليه السلام أيضا: " وعدل حركاتها بالراسيات من جلاميدها ". (4) * 3 - الحياة وتوازنها الدقيق إن من مظاهر عدله سبحانه وجود الحياة في الأرض، وهي رهن توفر

(١) النحل: ١٥. وقد جاءت أيضا بنفس العبارة في سورة لقمان الآية 10.
(2) النبأ: 7.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 1 - (4) نهج البلاغة: الخطبة 87.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»