مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ١٢٠
بتفصيل في كتاب الغدير. (1) ولا أظن أن ذا مسكة ومن له إلمام بعلم الحديث وقراءة الصحاح والمسانيد ينكر صحة حديث الغدير أو تظافره بل تواتره، ولو أنكره فإنما أنكره بلسانه لا بجنانه وقلبه اللهم إلا إذا كان غير ملم بعلم الحديث.
وإنما المهم دلالة الحديث على ولاية الإمام وإمامته.
وقد استخدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم لفظة " مولى " وقال: " من كنت مولاه " فهي بمعنى أولى، كما في قوله سبحانه: * (فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير) *. (2) والمعنى أولى بكم النار كما فسره غير واحد من المفسرين، وهناك قرائن تؤيد على أن المقصود من المولى هو الأولى. الوارد في قوله سبحانه: * (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) *. (3) وهناك قرائن لفظية محفوفة بالحديث وقرائن حالية تثبت أن المراد من المولى هو الأولى الوارد في الآية المتقدمة، وإليك تلك القرائن:
القرينة الأولى: قوله صلى الله عليه وآله وسلم في صدر الحديث: " ألست أولى بكم من أنفسكم " وهو دليل على أن المراد من قوله: " فمن كنت مولاه " هو الأولى وذلك لأنه رتب الثاني على الأول.
القرينة الثانية: دعاؤه في صدر الحديث: " اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه " فلو أريد منه غير الأولى بالتصرف فما معنى هذا التطويل؟ فإنه لا يلتئم

(١) الغدير: ١ / ٧٣ - ١٥٢، تحت عنوان " طبقات الرواة من العلماء ".
(٢) الحديد: ١٥.
(٣) الأحزاب: ٦ -
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»