مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ١٣١
استعمال هذه الكلمة لا نتردد في شمولها للزوجة والأولاد، بل وغيرهم ممن تربطهم رابطة خاصة بالبيت من غير فرق بين الأولاد والأزواج، ولأجل ذلك ترى أنه سبحانه يطلقه على زوجة إبراهيم كما عرفت في الآية.
هذا هو حق الكلام في تحديد مفهوم هذه الكلمة، ولنأت ببعض نصوص أئمة اللغة.
قال ابن منظور: أهل البيت سكانه، وأهل الرجل أخص الناس به، وأهل بيت النبي: أزواجه وبناته وصهره، أعني: عليا عليه السلام، وقيل: نساء النبي والرجال الذين هم آله. (1) فلقد أحسن الرجل في تحديد المفهوم أولا، وتوضيح معناه في القرآن الكريم ثانيا، كما أشار بقوله: " قيل " إلى ضعف القول الآخر، لأنه نسبه إلى القيل.
وقال ابن فارس ناقلا عن الخليل بن أحمد: أهل الرجل: زوجه، والتأهل، التزوج، وأهل الرجل: أخص الناس به، وأهل البيت: سكانه، وأهل الإسلام: من يدين به. (2) وقال الراغب في " مفرداته ": أهل الرجل من يجمعه وإياهم نسب أو دين أو ما يجري مجراهما من صناعة وبيت وبلد، فأهل الرجل في الأصل من يجمعه وإياهم مسكن واحد، ثم تجوز به فقيل: أهل بيت الرجل لمن يجمعه وإياهم النسب وتعورف في أسرة النبي عليه الصلاة والسلام مطلقا إذا قيل أهل البيت.
(3) وقال الفيروزآبادي: أهل الأمر: ولاته، وللبيت سكانه، وللمذهب من يدين به، وللرجل زوجته كأهله، وللنبي أزواجه وبناته وصهره علي - رضي الله تعالى

(١) لسان العرب: ١١ / ٢٩، مادة " أهل ".
(٢) معجم مقاييس اللغة: ١ / 150.
(3) المفردات: 29.
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»