ونسب بعضهم المهدية الموعودة إلى عمر بن عبد العزيز لما شاهد فيه من هدى وتقوى لم تكن معهودة عند من سبقه من خلفاء غير الراشدين.
وتزلف كثير من الشعراء في العصر الأموي ونسبوها المهدية الموعودة إلى خلفائهم رجاء رفدهم ونائلهم ولكن هذا كله يعطينا علما بأن المهدية الموعودة كانت مسلمة وإن جهلوا حقيقة صاحبها العلم بالحقيقة يعلمها تفصيلا من علمهم رسول الله ذلك كالإمام الرضا عليه السلام الذي قال لدعبل حينما مدحه بقصيدته التائية حتى إذا وصل لقوله.
خروج إمام لا محالة قائم * يقوم على اسم الله والبركات يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعماء والنقمات ويسأله الرضا: أتدري من هو هذا الإمام ومتى يقوم فيقول دعبل لا يا مولاي إلا أني سمعت بخروج إمام منكم يطهر الأرض من الفساد ويملأها عدلا كما ملئت جورا فيقول له الرضا: يا دعبل، الإمام بعدي محمد ابني، وبعد محمد ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره. ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأها عدلا كما ملئت جورا. وأما متى فإخبار عن الوقت وقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قيل له يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك،