مع الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب - أبو محمد الخاقاني - الصفحة ٦٤
وهكذا ما قصه عن طيور الخليل إبراهيم.
ولعل الله قص هذه الحكايات لئلا يستبعد محب الدين هذه الأسرار ولئلا يتهم من قالوا بها بالكذب مرة والجنون أخرى، ودليله في ذلك الاستبعاد المحض وهو لا يقوم دليلا ضد ما يقرره أهل البيت عليهم السلام.
أنا أدين بالرجعة. ولو كان محب الدين مكاني يأخذ دينه وعقائده الغيبية من أهل البيت لآمن بها أيضا كما آمنت... ولكن. بالرغم من دعوتنا الجمهور بالرجوع إلى علماء أهل البيت، لا لأجل الخلافة، فالخلافة قد طوينا عنها كشحا وصرنا ننظر لها وهي تنتقل من صالح إلى طالح، ومن عربي إلى أعجمي، ومن قيسي إلى تيمي، وصارت منشئا للخلاف والشقاق. فمع كل قوم خليفة، وعند كل جماعة منبر حتى إذا قبرت في استانبول بيد من كان يدعو لها متحمسا واستراح المسلمون من مشاغباتها. ولكن عقابيلها ما زالت موجودة تظهر ما بين الحين والحين على يد الخطيب وزمرته ممن يؤمن بها إيمانا أعمى حتى يجعلها أهم كثيرا مما عرفها الأولون.
لا. لا نريد الدعوة للخلافة. ولكن نريد منهم أن يجعلوا أهل البيت كسائر رواة الحديث. وحتى هذا لم يحصل. مع أن أهل البيت أدرى بما في البيت، وأسرة الرسول أعلم بما عند الرسول. بل راحوا يشنون علينا حربا ضارية لأنا روينا عنهم خلاف رغباتهم ويتهموننا بالجنون مرة وبالكفر والإلحاد
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»