إذا أراد الأزهر أن يكون حرا في دراساته، وإذا أراد علماء الأزهر أن يكونوا أحرارا في دراساتهم، فأول شئ يلزمهم هو دراسة الفقه الشيعي وإن أرادوا التوسع بأكثر من ذلك فلينتقلوا إلى غيره.. أما إذا أراد الخطيب وزمرته أن يكونوا دائما مقلدة للمذاهب فليرفعوا هذه الشعارات من الأزهر وليبقوا على جمودهم لأن فقه المذاهب مسجل في كتب يتساوى في قراءتها وفهمها العالم والعامي فما الحاجة للأزهر ولرجاله.
أما إدخال الفقه السني في الدراسات الشيعية فإني أطمئنه أنه موجود في جميع العصور، ففي أغلب الأدوار الإسلامية كتب جماعة من علماء الشيعة في الفقه المقارن منذ عهد الشيخ الطوسي والعلامة الحلي إلى عصرنا الحاضر وليسوا هم في حاجة لإرشاد الخطيب أو غيره كما أنهم لا يخشون على أنفسهم الانزلاق عن مذهبهم إذا درسوا الفقه السني كما يخشى الخطيب على جماعته وهكذا باقي العلوم الإسلامية كالتفسير وعلم الكلام والتاريخ، وهذه مكتبات الشيعة مليئة بكتب إخوانهم السنة بجميع أنواعها ويقرؤونها كما يقرؤون كتبهم ويأخذون الصالح منها ويتركون الطالح. ولذلك تراهم إذا أرادوا الكتابة في شئ من المواضيع السابقة كتبوا عن بصيرة ودراية ولا يقولون كما يقول أحمد أمين أنه لم يطلع على كتب الشيعة ثم يكتب ما يريد. وليست بلاد الشيعة كبعض البلاد الإسلامية التي تضع ستارا حديديا في بلادها خوفا من تسرب كتب الشيعة لها. وهم في عصر أخذ الناس