مع الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب - أبو محمد الخاقاني - الصفحة ٢٣
لماذا لا تكون دار التقريب في البلاد الشيعية؟
إن التقارب لا يكون إلا بين طرفين أو أطراف. أما في البلاد الشيعية فمع من يكون التقارب؟ وهل تقدم أحد من السنة لهذه الغاية الشريفة ورفضناه؟ إن الرجال الذين زاروا البلاد الشيعية استقبلناهم بالترحيب والتهليل، وأفهمناهم إن الأخوة إسلامية مقدمة على كل شئ، وما أكثر الأشخاص الذين زاروا النجف الأشرف فرحبنا بهم ودعوناهم لذلك والكثير منهم ما زال موجودا في قيد الحياة ويشغل المناصب العالية في البلاد الإسلامية.
بل وحتى الذين شتموا الشيعة لما دخلوا بلادنا أكرمنا ضيافتهم وأشعرناهم أنهم في وطنهم وبين إخوانهم، أمثال أحمد أمين صاحب كتاب فجر الإسلام وضحاه وقد أراد أحمد أمين الاعتذار عما صدر منه فكانت أعذاره أقبح من أفعاله، لأنه قال: إن الخطأ هو خطأ الشيعة حيث لم يرسلوا كتبهم ليكتب عن دراية وتحقيق وإذا كيف ساغ له أن يكتب قبل إن يطلع؟ إن هذا
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»