مع الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب - أبو محمد الخاقاني - الصفحة ١٦
الخطوط العريضة التي تغرس الفتن والبلبلة والحقد بين المسلمين وأن شيخ الأزهر وعلمائه ورجال الفكر فيه، أدل على الحقيقة من هؤلاء الذين يتصيدون بماء عكر لأغراض بعيدة عن الحق والصواب.
إن المذاهب النصرانية كان بينها ما يفوق الخلافات بين المذاهب الإسلامية ولما شاهدوا توغل الإسلام في بلادهم تركوا الخلافات وشنوا حربا صليبية دامت مآت السنين وما زلنا نستعر بأوارها حتى هذا اليوم. فلم لا نترك نحن الخلافات والشحناء لا لنغزوا العدو، بل لنرد غزوه المتمثل في المثلث الصليبي والصهيوني والإلحادي وهذا أقل ما يجب علينا اليوم.
إن الكتاب الذي أنفقت ميزانيتكم على طبعه المال الوفير، يعود ضرره عليكم أكثر مما يعود على الشيعة. فماذا ترغبون أن يكون عليه قطركم العزيز؟ هل ترغبون أن يعيش الشيعة والسنة في قطركم العزيز، عيشة الإخاء والوئام، والصفاء والسلام كما يرغب الشيعة الذين دعوا لدار التقريب، أم ترغبون أن يعيشوا عيشة الحقد والبغضاء كما يدعو له الخطيب في خطوطه التي طبعتموه؟
إن الفساد والتخريب يستطيع عليه كل أحد، أما الإصلاح والتعمير فلا يستطيع الإتيان به إلا العباقرة من الرجال. وأن قطركم الذي أخذ يتطلع جديدا إلى أفاق المدينة الحقة لهو بأمس الحاجة الأمير مجرب ينظر لأبنائه بالنظرة الصادقة التي
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»