والخارج. هذا أولا. وثانيا لصرف أذهان المسلمين المجتمعين في تلك الأماكن المقدسة عن التفكر في شؤون الإسلام بعد الخطابات الدينية والحماسية التي صدرت من مندوبي الدول الإسلامية من مذياع مكة ومنى وعرفات والتي جعلت المسلمين قطعة حماس ضد أسياد هؤلاء الذين يعكرون الصفو ليصطادوا خدمة للمستعمرين.
لا تستبعدوا يا صاحب الجلالة هذا الذي نقوله. فللعدو طرق شيطانية يعجز عنها إبليس اللعين. فحققوا بأنفسكم عن هذا الذي نقوله وستجدون الأمر كما نقول: أن من مبادئنا نحن الشيعة هو مد يد المصافحة الصادقة لباقي فرق المسلمين تأسيا بإمامنا الأول علي عليه السلام بل وبما فعله إمامنا الثاني الحسن بن علي عليه السلام مع معاوية بن أبي سفيان، ما دامت صورة الإسلام باقية. أما إذا شاهدنا من يريد القضاء على تلك الصورة كما فعله يزيد بن معاوية فسيكون الاستشهاد عندنا أحلا من الشهد كما فعله الحسين بن علي عليه السلام.
إن وقتكم يا صاحب الجلالة أثمن من أن يصرف في مطالعة هذه الكتب التي طبعتها ووزعتها (بالمجان) يد سخية ولكنها أثيمة. ولكنا سنلخص لكم المهم منها لتطلعوا عليه وعلى آثامه في هذا الوقت العصيب. وسنعلق على تلك الجمل بتعليقات عابرة وقصيرة قد لا تأخذ شيئا طويلا من وقتكم نريد بها أن نزيل من أذهان البسطاء تلك الأوهام التي قد يخلقها هؤلاء