مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦٢ - الصفحة ٦٧
رهق، وأكثر عليه في ذلك، فقال: يا عمر! تأول فأخطأ، فارفع لسانك عن خالد..
وفي لفظ الطبري: فلما بلغ قتلهم عمر بن الخطاب - أي قتل مالك ابن نويرة وقومه - تكلم فيه عند أبي بكر فأكثر، وقال: عدو الله، عدا على امرئ مسلم فقتله ثم نزا على امرأته. وأقبل خالد بن الوليد قافلا حتى دخل المسجد وعليه قباء له عليه صدأ الحديد، معتجرا بعمامة له، قد غرز في عمامته أسهما، فلما أن دخل المسجد قام إليه عمر فانتزع الأسهم من رأسه فحطمها، ثم قال: أرئاء؟! قتلت امرأ مسلما ثم نزوت على امرأته... ثم ذكر أن أبا بكر عذره.
وروى ثابت في الدلائل: إن خالدا رأى امرأة مالك وكانت فائقة في الجمال، فقال مالك بعد ذلك لامرأته: قتلتيني.
وقال الزمخشري وابن الأثير وأبو الفداء والزبيدي: إن مالك بن نويرة (رضي الله عنه) قال لامرأته يوم قتله خالد بن الوليد: أقتلتني؟! وكانت جميلة حسناء تزوجها خالد بعد قتله، فأنكر ذلك عبد الله بن عمر، وقيل فيه:
أفي الحق أنا لم تجف دماؤنا * وهذا عروسا باليمامة خالد؟! (1) وفي تاريخ ابن شحنة (2): أمر خالد ضرارا بضرب عنق مالك، فالتفت مالك إلى زوجته وقال لخالد: هذه التي قتلتني. وكانت في غاية

(١) ولاحظ لمزيد من التفاصيل: تاريخ الطبري ٣ / ٢٤١، الكامل في التاريخ - لابن الأثير - ٣ / ١٤٩، أسد الغابة ٤ / ٢٩٥، تاريخ دمشق - لابن عساكر - ٥ / ١٠٥، خزانة الأدب ١ / ٢٣٧، تاريخ ابن كثير ٦ / ٣٢١، تاريخ الخميس ٢ / ٢٣٣، الإصابة ١ / ٤١٤ و ٣ / ٣٥٧، الفائق ٢ / ١٥٤، النهاية ٣ / ٢٥٧، تاريخ أبي الفداء ١ / ١٥٨، وتاج العروس ٨ / 75 (2) في هامش الكامل - لابن الأثير - 7 / 165.
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»
الفهرست