سميعا بصيرا (1)، ناطقا، عاقلا، مفكرا، مدبرا، عالما، عاملا، كاملا، ذا حواس ومشاعر وأعضاء أدهشت الحكماء، وذا مواهب عظيمة، وبصائر نيرة تميز بين الصحيح والفاسد، والحسن والقبيح، وتفرق بين الحق والباطل، فيدرك بها آلاء الله في ملكوته، وآيات صنعه جل وعلا في خلق السماوات والأرض، واختلاف الليل والنهار، وفي نظمه المستقيمة جارية في سمائه وأرضه على مناهجه الحكيمة.
وبذلك وجب أن يكونوا على بينة قاطعة بربوبيته، مانعة عن الجحود بوحدانيته.
فكأنه تبارك وتعالى إذ خلقهم على هذه الكيفية قررهم * (وأشهدهم على أنفسهم) * فقال لهم: * (ألست بربكم) *؟! (2).
وكأنهم * (قالوا بلى شهدنا) * على أنفسنا لك بالربوبية، وبخعنا لعزتك وجلالك بالعبودية، نزولا على ما قد حكمت به عقولنا، وجزمت به