المقام الأول في معنى الآية (1) فأقول:
ظاهر الآية أنها إنما جاءت على سبيل التمثيل والتصوير، فمعناها - والله تعالى أعلم -:
* (و) * أذكر يا محمد للناس ما قد واثقوا الله عليه بلسان حالهم التكويني، من الإيمان به والشهادة له بالربوبية، وذلك * (إذ أخذ ربك) * أي حيث أخذ ربك جل سلطانه * (من بني آدم) * أي * (من ظهورهم ذريتهم) *، فأخرجها من أصلاب آبائهم نطفا، فجعلها في قرار مكين من أرحام أمهاتهم، ثم جعل النطف علقا، ثم مضغا، ثم عظاما، ثم كسا العظام لحما، ثم أنشأ كلا منهم خلقا سويا (2)، قويا، في أحسن تقويم (3)،