مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٨ - الصفحة ٧٧
والصحاح، يعرف بأن وراء مسألة ترجيح السن والشيخوخة موروثا جاهليا يفضل على طبقه كل شئ، حتى على النبوة - والعياذ بالله -!!
وإليك بعض الأخبار في ذلك:
عن أنس بن مالك، قال: أقبل النبي إلى المدينة، وأبو بكر شيخ يعرف والنبي شاب لا يعرف، فيلقى الرجل أبا بكر فيقول: يا أبا بكر! من هذا الرجل الذي بين يديك؟ فيقول: هذا الرجل يهديني السبيل، فيحسب الحاسب أنه يهديه الطريق، وإنما يعني سبيل الخير... الخبر (1).
وفي تاريخ الإسلام - للذهبي - أخبار السنة الأولى من الهجرة - روى ما أخرجه البخاري في صحيحه، وفيه:... فطفق من لم يعرف رسول الله يسلم على أبي بكر حتى أصابت الشمس رسول الله، فأقبل أبو بكر يظله بردائه، فعرف الناس عند ذلك رسول الله... (2).
وعن يزيد بن الأصم: أن النبي قال لأبي بكر: أنا أكبر منك أو أنت؟
قال: لا، بل أنت أكبر مني وأكرم وخير مني، وأنا أسن منك (3).
فأنت ترى في هذا النص أن واضعه أراد أن يعطي صفة فضل لأبي بكر على النبي، ولما لم يمكنه ذلك، لما لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من صفات لا يوازيه فيها بشر، جعل فضيلة السن لأبي بكر على النبي! مع أن

(١) صحيح البخاري ٥ / ١٦١ ح ٩٢ باب هجرة النبي، الطبقات الكبرى ١ / ٢٥، مسند أحمد / ٢٨٧، تاريخ الإسلام (المغازي): ٢٩، الرياض النضرة ١ / ١٢٠، السيرة الحلبية ٢ / ٢٥، وغيرها.
(٢) تاريخ الإسلام (المغازي): ٢٨، وانظر: صحيح البخاري ٥ / ١٥٩ ضمن ح ٨٧، السيرة الحلبية ٢ / 25.
(3) الإستيعاب - المطبوع بهامش الإصابة - 4 / 17، الرياض النضرة 1 / 127، تاريخ الخلفاء: 7.
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»
الفهرست