ولا تطلب الدنيا فإن طلابها * وإن نلت منها غبة (1) لك ضائر وهل يحرص عليها لبيب؟! أو يسر بلذتها أريب (2)؟! وهو على ثقة من فنائها، وغير طامع في بقائها!
أم كيف تنام عين من يخشى البيات (3)؟! و (4) تسكن نفس من يتوقع الممات؟!
ألا لا ولكنا نغر نفوسنا * وتشغلنا اللذات عما نحاذر وكيف يلذ العيش من هو موقن * بموقف عدل (5) حين تبلى السرائر؟!
كأنا نرى أن لا نشور (6) وأننا * سدى ما لنا بعد الفناء مصائر!
وما عسى أن ينال طالب الدنيا من لذتها، ويتمتع به من بهجتها؟! مع فنون مصائبها، وأصناف عجائبها، وكثرة تعبه في طلابها، وتكادحه في اكتسابها، وتكابده من أسقامها (7) وأوصابها (8)!