مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٨ - الصفحة ٢٢٦
ولا تطلب الدنيا فإن طلابها * وإن نلت منها غبة (1) لك ضائر وهل يحرص عليها لبيب؟! أو يسر بلذتها أريب (2)؟! وهو على ثقة من فنائها، وغير طامع في بقائها!
أم كيف تنام عين من يخشى البيات (3)؟! و (4) تسكن نفس من يتوقع الممات؟!
ألا لا ولكنا نغر نفوسنا * وتشغلنا اللذات عما نحاذر وكيف يلذ العيش من هو موقن * بموقف عدل (5) حين تبلى السرائر؟!
كأنا نرى أن لا نشور (6) وأننا * سدى ما لنا بعد الفناء مصائر!
وما عسى أن ينال طالب الدنيا من لذتها، ويتمتع به من بهجتها؟! مع فنون مصائبها، وأصناف عجائبها، وكثرة تعبه في طلابها، وتكادحه في اكتسابها، وتكابده من أسقامها (7) وأوصابها (8)!

(١) الغبة: البلغة من العيش. لسان العرب ١ / ٦٣٦ مادة " غبب ".
(٢) أريب: عاقل. الصحاح ١ / ٨٧ مادة " أرب ".
(٣) البيات: يقال: أتاهم الأمر بياتا فجأة في جوف الليل. المعجم الوسيط ١ / ٧٨ مادة " بيت ".
(٤) في " صح ": أو.
(٥) في نسخة " ن ": عرض.
(٦) النشور: بعث الموتى يوم القيامة. المعجم الوسيط ١ / ٩٢٢ مادة " نشر ".
(٧) في نسخة " ن ": في طلابها، وما يكابد في أسقامها.
(٨) أوصابها: أمراضها. الصحاح ١ / 233 مادة " وصب ".
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»
الفهرست