مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٨ - الصفحة ٢٣٠
فلو رأيت الأصغر من أولاده؟! وقد غلب الحزن على فؤاده، فغشي من الجزع عليه، وقد خضبت الدموع خديه، ثم أفاق وهو يندب أباه، ويقول بشجو: وا ويلاه!
لأبصرت من قبح المنية منظرا * يهال لمرآة ويرتاع ناظر أكابر أولاد يهيج اكتئابهم * إذا ما تناساه (1) البنون الأصاغر ورنة نسوان عليه جوازع * مدامعها فوق الخدود غزائر ثم أخرج من سعة قصره إلى ضيق قبره، فحثوا بأيديهم التراب، وأكثروا التلدد (2) والانتحاب، ووقفوا ساعة عليه، وقد يئسوا من النظر إليه!
فولوا عليه معولين وكلهم * لمثل الذي لاقى أخوه محاذر كشاء رتاع آمنات بدا لها * بمدية باد للذراعين (3) حاسر

(١) في نسخة " ن ": ما تناسوه.
(٢) التلدد: العض على الشفاه وإظهار الحزن والتأسف، وأيضا: التلفت يمينا وشمالا تحيرا. لسان العرب ٣ / 390 مادة " لدد ".
(3) في نسخة " ن ": بمديته بادي الذراعين.
والمدية: الشفرة الكبيرة. المعجم الوسيط 2 / 859 مادة " أمد ".
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»
الفهرست