وخلوا عن الدنيا وما جمعوا لها * وضمتهم تحت التراب الحفائر كم اخترمت (1) أيدي المنون من قرون بعد قرون؟! وكم غيرت الأرض ببلاها، وغيبت في ثراها ممن عاشرت من صنوف الناس، وشيعتهم إلى الأرماس (2)؟!
وأنت على الدنيا مكب (3) منافس (4) * لخطابها فيها حريص مكاثر على خطر تمسي وتصبح لاهيا * أتدري بماذا لو عقلت تخاطر؟!
وإن امرأ يسعى لدنياه جاهدا * ويذهل عن أخراه لا شك خاسر فحتام على الدنيا إقبالك، وبشهواتها (5) اشتغالك؟! وقد وخطك القتير (6)، ووافاك (7) النذير، وأنت عما يراد بك ساه (8)، وبلذة يومك