مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٦ - الصفحة ٣٣٨
الفعل أطلق عليه من غير تقييد بحرف، لا في اللفظ ولا في المعنى... لأنه لو قيل لك: من فعل الضرب؟ لقلت: فعله فلان، بخلاف المفعول به وما عداه من المفعولات، لأنه يقال في ما عداه: بمن فعل الضرب؟ فتأتي بالباء.. و: في أي زمان فعل الفعل؟ فتأتي بفي.. فتجد هذه المعاني كلها مقيدة بحرف، خلاف المصدر الذي أطلق الفعل عليه بنفسه، فلذلك سمي مفعولا مطلقا " (1).
وثانيهما: ما ذكره سائر النحاة من أن الوجه في تسميته بالمفعول المطلق: عدم تقييده بشئ من حروف الجر (2)، " بخلاف المفاعيل الأربعة الباقية، فإنه لا يصح إطلاق صيغة المفعول عليها إلا بعد تقييدها بواحد منها، فيقال: المفعول به أو فيه أو له أو معه " (3).
وقد اقتصر النحاة في البداية على تعريف المفعول المطلق بأنه:
المصدر (4)، وواضح أن هذا مجرد تعريف لفظي، وليس حدا مبينا لحقيقة المفعول المطلق، وقد عقب عليه الأشموني بقوله: " وذلك تفسير للشئ بما هو أعم منه مطلقا، كتفسير الإنسان بأنه الحيوان، إذ المصدر أعم مطلقا

(١) شرح المقدمة المحسبة، طاهر بن أحمد بن بابشاذ، تحقيق خالد عبد الكريم ٢ / ٣٠١ - ٣٠٢.
(٢) أ - المقتصد في شرح الإيضاح، عبد القاهر الجرجاني، تحقيق كاظم بحر المرجان ١ / ٥٧٩ - ٥٨٠.
ب - المرتجل، ابن الخشاب، تحقيق علي حيدر: ١٥٩ - ١٦٠.
ج - شرح الرضي على الكافية، تحقيق يوسف حسن عمر ١ / ٢٩٦.
(٣) الفوائد الضيائية، عبد الرحمن الجامي، تحقيق أسامة الرفاعي 1 / 309.
(4) أ - الموجز في النحو: 34.
ب - اللمع في العربية، ابن جني، تحقيق فائز فارس: 48.
ج - المفصل في علم العربية، جار الله الزمخشري: 31.
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 ... » »»
الفهرست