مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٣ - الصفحة ١٩٩
بشر.
وهناك قرينة ثالثة على اتحادهما، وهي وجود جهات مشتركة كثيرة بينهما، كالرواية عن الصادق (عليه السلام) معبرا عنه بجعفر بن محمد (1) والرواية عنه (عليه السلام) كراو يروي عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو أمير المؤمنين (عليه السلام) (2) ورواية هارون بن مسلم عن كليهما.
هذه غاية الوجوه لاتحاد ابن اليسع وابن صدقة.
وقد اعترض في معجم الرجال 18 / 141 على الوجه الأول بأنه لو صحت الرواية [أي ما في الكافي 6 / 323 ح 5] استكشف منها أن اليسع جد مسعدة بن صدقة ولكنها لا تنافي أن يكون له عم يسمى بمسعدة، فمسعدة بن صدقة يكون مغايرا لمسعدة بن اليسع.
والذي يهون الخطب أن الرواية لم تثبت صحتها كما ذكرنا، ففي بعض نسخ الكافي: علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن ابن اليسع، عن أبي عبد الله (عليه السلام).
أقول:
احتمال وجود رجلين في عصر واحد في أصحاب الصادق (عليه السلام) يصح أن يطلق عليهما عنوان مسعدة بن اليسع - مع غرابة مسعدة واليسع -

(١) المحاسن: ٤٩١ ح ٥٧٩، وسنذكر روايات مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله (عليه السلام) بلفظ: جعفر بن محمد، أو جعفر.
(٢) وردت رواية مسعدة بن اليسع عن أبي عبد الله (عليه السلام) منهيا السند إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو أمير المؤمنين (عليه السلام) في المحاسن: ٤٥٩ ح ٣٩٩، و ح ٤٧٦، و ص ٤٩١ ح ٥٧٩، و ص ٥٧٠ ح ٤، و ص ٥٧٦ ح ٣٠، قرب الإسناد: ١٥٩ ح ٥٨١، الكافي ٦ / 524 ح 2، لاحظ أيضا: 323 ح 5، وستأتي موارد مسعدة بن صدقة كذلك.
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»
الفهرست