مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٢ - الصفحة ٥١
نقد التفسير بالرأي والحكم بعدم جوازه:
لا شك أن من الإفرازات الخطيرة التي أفرزها الابتعاد عن خط أهل البيت (عليهم السلام) هو منهج التفسير بالرأي الذي يعتمد بالدرجة الأساس على الاستحسان في الشرع، والظن المحض المجرد عن الدليل، مع الميل النفسي لاتباع الهوى، والسير وراء الشهوات.
ومن هنا ورد التحذير الشديد والوعيد بالنار لمن فسر القرآن برأيه.
فعن ابن عباس، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: " من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار " (1).
وعنه، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: " اتقوا الحديث إلا ما علمتم، فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار " (2).
كما عد المفسر بالرأي مخطئا حتى مع إصابته الواقع في تفسيره، ففي حديث جندب بن عبد الله، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: " من قال في القرآن برأيه فأصاب، فقد أخطأ " (3).
ومن هنا صرح الشيخ (رحمه الله) في مقدمة التبيان بقوله: " واعلم أن الرواية

(١) مسند أحمد ١ / ٣٨٥ ح ٢٠٧٠، ١ / ٤٤٤ - ٤٤٥ ح ٢٤٢٥ من الطبعة المرقمة، ١ / ٢٣٣ و ١ / ٢٦٩ من الطبعة القديمة، سنن الترمذي ٥ / ١٩٩ ح ٢٩٥٠ باب ما جاء في الذي يفسر القرآن برأيه، وقال: حديث حسن صحيح، المعجم الكبير - للطبراني - ١٢ / ٢٨ ح ١٢٣٩٢ بلفظ " من قال في كتاب الله... " إلى آخره.
(٢) سنن الترمذي ٥ / ١٩٩ ح ٢٩٥١.
(٣) سنن الترمذي ٥ / 200 ح 2952، المعجم الكبير - للطبراني - 2 / 163 ح 1672، المعجم الأوسط - له أيضا - 6 / 47 ح 5097.
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»
الفهرست