مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٢ - الصفحة ٣٩
مراحل النمو والتطور " (1).
ومن هنا يعلم أن الإحاطة التامة بدور الشيخ الطوسي (رحمه الله) في العلوم الإسلامية غير ممكنة في بحث سريع كهذا، لسعة تلك العلوم أولا، وكثرة جهود الشيخ الطوسي (رحمه الله) المبذولة حولها ثانيا.
وكلنا نعلم أن الشيخ (رضي الله عنه) كان إماما من أئمة المفسرين لكتاب الله العزيز، ومعنى هذا أن بيان دور الشيخ في هذا الحقل بنحو التفصيل لا يتم ما لم نعلم أن القرآن الكريم قد أثار جملة كثيرة من المسائل لم تزل مورد اختلاف المسلمين إلى اليوم، فضلا عما أثاره من جوانب علمية أخرى انضوت تحت عنوان " علوم القرآن الكريم "، والتي تعد من أهم الأدوات اللازم توفرها لمن يخوض لجج التفسير.
ترى فما هو دور الشيخ الطوسي (رحمه الله) في علاج ما بينه القرآن من تلك المسائل، خصوصا وهو قد تعرض إلى تفسير القرآن الكريم آية بعد أخرى؟!
كما نعلم أيضا أن الشيخ من أساطين المحدثين، والثابت أن العناية بالحديث الشريف وتنقيته مما لحق به على أيدي الوضاعين قد أفرزت جملة واسعة من العلوم المرتبطة به ارتباطا وثيقا بحيث يؤدي إهمالها إلى التخبط في فهم النص على وجهه، إذ الباب موصدة أمام الوصول إلى غاياته ومعرفة مراميه، وتشخيص أهدافه، والوقوف على مقاصده. ولا يمكن أن يكون المحدث محدثا ما لم يلم بأطراف تلك العلوم، خصوصا الشيخ (قدس سره)،

(١) من رسالة السيد الخوئي (قدس سره) إلى المؤتمر الألفي الذي عقد في مشهد المقدسة سنة ١٣٨٥ ه‍، بمناسبة الذكرى الألفية لولادة الشيخ الطوسي (قدس سره)، والرسالة مطبوعة في بداية الجزء الثاني من أعمال المؤتمر.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست