مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٩ - الصفحة ٦٣
هذا كله بالإضافة إلى ورود الحديث الشريف بلفظ حبلين:
قال الطبرسي رحمه الله بتفسير الآية المباركة، في الأقوال في معنى حبل الله: ثالثها: ما رواه أبان بن تغلب، عن جعفر بن محمد عليه السلام، قال: نحن حبل الله الذي قال: (واعتصموا بحبل الله جميعا).
قال: والأولى حمله على الجميع، والذي يؤيده ما رواه أبو سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: أيها الناس! إني قد تركت فيكم حبلين إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (1).
وتلخص: أن الآية المباركة تأمر بالاعتصام، أي بالتمسك والتعلق بحبل الله أي: بالسبب الذي يوصل إلى رضاه، الموجب للنجاة والدخول في الجنة، وينجي من غضبه الموجب للدخول في النار... وهذا السبب هو الكتاب والعترة الطاهرة، ودين الله وهو الإسلام لا يتحقق إلا باتباعهما، وذلك عهد الله وفي ذلك أمر الله وطاعته وبذلك يحصل الإخلاص لله عز وجل، وتتم الجماعة التي يد الله معها، كما في الحديث.
رجوع المعاني كلها إلى معنى واحد:
فالمعاني الستة التي ذكرها ابن الجوزي كلها ترجع إلى أصل واحد ومعنى فارد، ولا نمنع شيئا من ذلك، وإن لم يكن قائلوها عندنا أئمة

(1) مجمع البيان 1 / 613.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست