مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٩ - الصفحة ٦٠
عليه وآله وسلم: قال الله جل جلاله: ما آمن بي من فسر برأيه كلامي (1).
أقول:
ومن هذا القبيل تفسير حبل الله في الآية المباركة ب‍ (أهل البيت وذلك لأن هذا التفسير له شواهد في السنة النبوية المباركة، ومنها حديث الثقلين المتواتر بين الفريقين، ومن رواياته ما ذكره هذا المتقول - أول ما ذكر عن الطبري بسنده، عن عبد الملك، عن عطية، عن أبي سعيد (2)، وجعله قول من يحتج به، وقد أخرج الحديث بهذا الإسناد أحمد في المسند حيث قال: ثنا ابن نمير، ثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه] وآله [ وسلم: إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي: الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (3).
فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد ترك في الأمة ثقلين وأمر بالأخذ بهما من بعده، وجعل الأخذ بهما أمانا من الضلال وسببا للهدى والفلاح، ثم عبر عن أحدهما بكونه أكبر من الآخر، وأكد على أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
فكان كلاهما - القرآن والعترة أهل البيت معا - السبب الموجب للمنع

(١) وسائل الشيعة ١٨ / ٢٨.
(٢) يظهر منه قبول عطية بن سعد العوفي وفيه رد على زميله الدكتور علي أحمد السالوس، الذي حاول في رسالته في حديث الثقلين إسقاط روايات عطية، وقد أجبنا عنه في كتابنا حديث الثقلين: تواتره - فقهه في رده بما لا مزيد عليه.
(3) مسند أحمد 3 / 59.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست