مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٩ - الصفحة ٦٤
المفسرين... لكن من طبيعة حال ابن الجوزي أن لا يذكر قول أئمة أهل البيت الطاهرين، الذين هم أدرى بما في البيت، إلا أن ابن الجوزي غير مقبول حتى عند أبناء طائفته كما تقدم، ونكتفي هنا بكلمتين بالمناسبة:
يقول الذهبي بترجمة أبان بن يزيد العطار: قد أورده العلامة أبو الفرج في الضعفاء، ولم يذكر فيه أقوال من وثقه، وهذا من عيوب كتابه; يسرد الجرح ويسكت عن التوثيق (1).
ويقول ابن حجر العسقلاني، بترجمة ثمامة بن الأشرس البصري، بعد قصة ذكرها: دلت هذه القصة على أن ابن الجوزي حاطب ليل لا ينتقد ما يحدث به (2).
فعلى ضوء هاتين الكلمتين نقول: إن ابن الجوزي - بغض النظر عن انحرافه عن أهل البيت - ذكر الأقوال في تفسيره ولم يذكر قول الإمام من أهل البيت، وهذا من عيوب كتابه، كما إنه سردها ولم ينتقدها، فهو أيضا حاطب ليل.
إلا أنا - وبالنظر إلى حديث الثقلين المتواتر بين الفريقين - أرجعناها إلى حقيقة واحدة، ولم نطرح شيئا من هذه الأقوال.
أما الثعلبي... فلم يكن كابن الجوزي، فقد أورد في تفسيره بعض الأحاديث عن أئمة أهل البيت بأسانيده المتصلة بهم، بتفسير طائفة من الآيات... ومنها هذه الآية الشريفة.
فقد روى حديث الثقلين عن عبد الملك، عن عطية، عن أبي سعيد - وهو السند الذي اعتمده بعض المفترين - حيث قال: حدثنا الحسن بن محمد بن حبيب المفسر، قال: وجدت في كتاب جدي بخطه: نا أحمد بن الأحجم القاضي المرندي، نا الفضل بن موسى السيناني، أنا عبد الملك بن

(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست