مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٩ - الصفحة ٧٤
يا راكبا قف بالمحصب من منى * واهتف بقاعد خيفها والناهض سحرا إذا سار الحجيج إلى منى * فيضا كملتطم الفرات الفايض إن كان رفضا حب آل محمد * فليشهد الثقلان أني رافضي (١) أما أنها غير موجودة في ديوانه المطبوع فالسبب معلوم!
أو أن الأئمة الناقلين لأشعاره كذبوا عليه!! فهم المذنبون!!
وأما أن الدليل الأظهر على النحل، فهو أنه لا يمكن للشافعي أن يقول: (وأمسكت حبل الله) فإن الفصحاء، بل البسطاء في علم العربية، يعرفون أن الفعل (أمسك) يتعدى بالباء لا بنفسه، فهل يجوز هذا الغلط على مثل الشافعي إمام الفصحاء، ومن كان كلامه حجة في اللغة؟!.
ففيه:
أولا: إن الذين نسبوا إليه هذا الشعر وأمثاله قوم عرب فصحاء، وهم من أتباعه في المذهب، فلو كان هذا الشعر لا يناسب شأن الشافعي في اللغة لما نسبوه إليه.
وثانيا: إذا صحت النسبة، وكان كلامه حجة في اللغة، كان دليلا على تعدي أمسك بنفسه كتعديه بالباء.
وثالثا: كأن هذا الرجل لا يقرأ القرآن! أليس الله تعالى يقول:
﴿... أيمسكه على هون أم يدسه في التراب...﴾ (2)؟!

(١) معجم الأدباء ٦ / ٣٨٧، طبقات الشافعية - للسبكي - ١ / ١٥٨، الوافي بالوفيات ٢ / ١٧٨، النجوم الزاهرة ٢ / ١٧٧. وفي بعضها بدل سار في البيت الثاني فاض.
(٢) سورة النحل ١٦: 59.
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»
الفهرست