مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٨ - الصفحة ٤٦٢
ولعل رعاية المذهب [سهلت] (1) عليه الرد عليهما!! كما روي عن بعضهم أنه لما أورد عليه في بعض المسائل: بأن ما قلته رد للكتاب المجيد.
قال: أيش (2) أصنع، إذا كان هذا هو المذهب؟!!
وليس هذا أول قارورة كسرت في الإسلام (3). بل قد نقل النيسابوري (4) في تفسير سورة التوبة، عن إمامه فخر الدين الرازي، إنه قال:
قد شاهدت جماعة من مقلدة الفقهاء، قرأت عليهم آيات كثيرة من كتاب الله تعالى في مسائل، كانت تلك الآيات مخالفة لمذهبهم فيها. لم يقبلوا تلك الآيات ولم يلتفتوا إليها!! وكانوا ينظرون إلي كالمتعجب! يعني: كيف يمكن العمل بظواهر تلك الآيات، مع أن الرواية عن سلفنا وردت بخلافها؟!

(١) في ر و م: سهل، وما بين العضادتين هو الصحيح.
(٢) أيش: أصلها: أي شئ، فخففت بحذف الياء الثانية من (أي) الاستفهامية، ثم حذفت همزة.
(شئ) بعد نقل حركتها إلى الساكن قبلها، ثم أعلت إعلال (قاض)، فقيل: أيش.
وقال في شفاء العليل: أيش، بمعنى: أي شئ، خفف منه، كما في شرح أدب الكاتب.
وقال بعضهم: بأن لفظ أيش مسموع من العرب، وذهب آخرون إلى كونه مولدا.
نقلا عن هامش شرح شافية ابن الحاجب ١ / ٧٤ - ٧٥.
(٣) هذا الكلام يجري مجرى المثل، وإن لم يذكر في كتب الأمثال.
(٤) هو الحسن بن محمد بن الحسين القمي النيسابوري، نظام الدين، ويقال له: الأعرج، من مفسري العامة جزما، وإن قيل بتشيعه من قبل أعلامنا (رحمهم الله)، ومن راجع تفسيره جزم بعاميته، نعم، كان فيه منصفا على قدر ما اشتهر بالتفسير وله اشتغال بالحكمة والرياضيات، وله عدة مصنفات أشهرها تفسيره المعروف ب‍: غرائب القرآن ورغائب الفرقان، واختلفوا في تاريخ وفاته كثيرا، إلا أن أشهرها، أنه مات بعد سنة ٨٥٠ ه‍.
بغية الوعاة ١ / ٥٢٥ رقم ١٠٨٨، روضات الجنات ٣ / ١٠٢ رقم ١٢٦٠، أعيان الشيعة ٥ / ٢٤٨، الأعلام ٢ / 216.
(٤٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 467 ... » »»
الفهرست